تعاني محافظة حضرموت، تحديات حرجة ومعقدة نتيجة النزاعات المستمرة التي أثرت بشكل عميق على مختلف جوانب الحياة. إلى جانب ذلك، أدى التدهور الاقتصادي والبيئي إلى تفاقم الوضع بشكل كبير. وتعد مديرية القطن من بين المناطق الأكثر تضرراً، حيث أدت هذه الأزمات إلى ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي وانتشار سوء التغذية بين السكان. بالإضافة إلى ذلك، يواجه الأهالي صعوبات كبيرة في الحصول على الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية، والتعليم، والمياه النظيفة، مما يضاعف من معاناتهم اليومية ويؤثر بشكل حاد على جودة حياتهم.
لطفي صالح كرامة عوض مقشم، معلم تربوي من سكان قرية العنين في مديرية القطن بمحافظة حضرموت. يبلغ لطفي من العمر سبعة وثلاثين عامًا، ويعيش مع أسرته المكونة من ستة أفراد. على الصعيد المهني، قضى لطفي معظم حياته يعمل كمعلم في إحدى مدارس المنطقة. وكحال العديد من زملائه المعلمين، يواجه ظروفاً معيشية صعبة فرضتها الأوضاع المتدهورة في البلاد بسبب الصراع القائم. يقول لطفي: "بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية وأساسيات الحياة، إلى جانب الراتب الذي لا يلبي احتياجاتنا، فكرت مراراً وتكراراً في البحث عن مهنة تعزز دخلي." تعكس كلمات لطفي الواقع الصعب الذي يعيشه المعلمون في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، حيث أدى انهيار العملة المحلية وارتفاع الأسعار إلى جعل رواتبهم غير كافية لتغطية احتياجات أسرهم الأساسية.
وعن قصة انضمام لطفي مع منظمة صناع النهضة " يقول في أحد الأيام سمعت عن تسجيل في تدريبات مهنية تنفذها منظمة صُنّاع النهضة، فسارعت بالتسجيل في دورة صيانة الجوالات نظراً لأهميتها في منطقتنا، حيث لا يوجد لدينا مهندس متخصص في هذا المجال. بعد ذلك، تلقينا دعوة للمشاركة في التدريب الذي استمر لمدة 90 يوماً، وشمل الجانبين النظري والعملي. تعلمت الكثير واكتسبت معرفة واسعة في هذا التخصص. خلال فترة التدريب، عملنا في محلات كجزء من التطبيق العملي، وبعد انتهاء الدورة تمكنت من فتح محلي الخاص باستخدام الحقيبة التدريبية التي قدمتها لنا منظمة صُنّاع النهضة بدعم من المانحين".
لطفي كان أحد المستفيدين من المساعدات الغذائية مقابل التدريب، التي تم تقديمها ضمن مشروع "من الغذاء إلى الصمود"، الممول من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي وتنفيذ منظمة صُنّاع النهضة. يُنفذ المشروع في أربع مديريات بوادي حضرموت، وهي: القطن، سيئون، شبام، ووادي العين وحورة.
وفي ختام لقائنا مع لطفي، عبّر عن شكره قائلًا: "شكرًا جزيلًا للمانحين، ومنظمة صُنّاع النهضة، وكل القائمين على هذا المشروع الرائع، ولكل الجهود المبذولة فيه". بهذا اختتم لطفي حديثه متمنيًا تكرار الدعم في المستقبل، لصالح أهل المنطقة والراغبين في اكتساب مهنة.
