تخطي إلى المحتوى الرئيسي

تحت سقف آمن

أدى الصراع منذ العام2015 إلى عواقب كارثية على منازل المواطنين فكثير منها تدمر بشكل كلي أو جزئي، وهذا تسبب بنزوح الكثير من قاطني هذه المنازل، حيث إن الكثير منهم لا زال غير قادرا على العودة إلى اليوم بسبب ارتفاع الاسعار وتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد. مدينة تعز من أكثر المدن اليمنية تضررا، وذلك لوقوع كثيرا من أحياء هذه المدينة في خطوط النار التي تفصل بين طرفي الصراع، وزيارة واحدة لهذه المدينة تصيبك بالذهول لحجم ما أصاب منازلها من دمار.

 

عصام قاسم محمد الحبيشي، 50 عاما، أحد سكان محافظة تعز الذين تضررت منازلهم من الصراع، عصام متزوج ولديه أسرة مكونة من سبعة أفراد (أربعة اولاد بالإضافة إلى زوجته)، حيث يعيشون جميعا في منزله الواقع في منطقة الشماسي مديرية صالة محافظة تعز.

 

يبدأ عصام قصته بالحديث عن حياته قبل الحرب قائلا.. " كنت سعيدا في منزلي مع أسرتي وكانت حياتي مستقرة ووضعي المادي جيد حيث كنت أعمل موظفا كمعلم بالإضافة إلى أنني كنت أمتلك حافلة أجرة أكسب منها بعض الدخل وكان أولادي يدرسون بشكل منتظم" ... ثم ينتقل بنا عصام إلى الحديث عن بداية الحرب وكيف أثرت على حياته وتسببت بدمار منزله قائلا ... " فجأة بدأت طبول الحرب تدق في البلاد، وانقطعت الأعمال، وأصبحنا في حالة ذعر وخوف، حتى وصلت الاشتباكات إلى منطقتنا وتعرض منزلنا للعديد من القذائف، التي أدت إلى حرق منزلي بما فيه من أثاث" ... ويضيف ... " بداية الحرب مررنا بمراحل خوف ورعب شديد خاصة بعد وفاة والدتي وفقدان عملي، لذا قررت يومها ترك منزلي والنزوح للنجاة ببقية أسرتي، لم نكن يومها نمتلك أية نقود لاستئجار منزل لذا نزحنا إلى منزلا قريبا منا لكنه كان أكثر أمانا" ... ما زاد من معاناة عصام حسب كلامه هو كون زوجته مصابة بمرض وراثي وهو الكبد بالإضافة لإصابتها بمرض الروماتيد أثناء النزوح وهذا ما جعلها طريحة الفراش غير قادرة على الحركة إلا باستخدام كرسي متحرك.. وبهذا الخصوص يخبرنا عصام بأنه قام بعلاج زوجته بمساعدة فاعلين خير وتحسنت حالتها قليلا لكنها لا زالت تستخدم علاجات دائمة.

 

في 2023 تدخلت منظمة صناع النهضة (NMO) بمشروع إعادة تأهيل المنازل المتضررة من الحرب في مديرية صالة محافظة تعز وذلك بتمويل من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، حيث قام الفريق الميداني لمنظمة صناع النهضة بالنزول الى المواقع المستهدفة في منطقة الشماسي – مديرية صالة محافظه تعز وكان من ضمن الأسماء التي تم رفعها من قبل السلطة المحلية اسم المستفيد عصام قاسم محمد الحبيشي، التقى فريق صناع النهضة بعصام وتم استهداف منزله.

 

وبهذا الصدد قال عصام ... "رغم أن حدة الاشتباكات هدأت منذ فترة في منطقتنا لكنني لم أتمكن من العودة إلى منزلي وذلك لأن المنزل كان متضرر بشكل كبير وليس لدي ما يكفي من النقود لترميمه وإعادة تأهيله" .. يكمل قائلا .. "لكن بفضل الله ثم تدخل منظمة صناع النهضة (NMO) بمشروع إعادة تأهيل منازلنا الممول من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، تمكنت أنا وكثير ممن تضررت منازلهم من إعادة تأهيل منازلنا والعودة إليها بعد سنين من تجرع معاناة النزوح ومهانة البقاء في منازل الآخرين".

 

في الأخير يؤكد عصام بأن هذه المساعدة ساهمت بحل أكبر مشكلة كان يعاني منها أصحاب المنازل والتي ساهمت في عودة الكثير من الناس إلى منازلهم، ما تسبب في ارتفاع جنوني لأسعار الإيجارات وانعدام للشقق المعروضة للإيجار.

 

وقبل أن نرحل ودعنا عصام بهذه الكلمات "سأظل على أمل ان تتحسن أوضاع بلادنا وتعود الينا اعمالنا، لذلك أنا وأسرتي نتقدم بالشكر والعرفان لله سبحانه وتعالى ولكل من مول وساهم وشارك وأعد ونفذ وتابع هذا  المشروع من كوادر منظمة صناع النهضة (NMO) وأيضا من كوادر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين(UNHCR).

المزيد من القصص

إعادة الحياه للمدرسة

شاهد كيف عمل مشروع دعم نظام التعليم والأطفال والمعلمين في مديريتي المنصورة والحد (عدن و لحج) في اعادة الحياة للمدارس المستهدفة بعد أن تم دعمها وتأهيلها وتاهيل المرافق الصحية ومنظومة الكهرباء فيها وذلك بعدم وتمويل من #YHF

قصة نجاح - الأستاذ الصغير

شاهد ماقاله الطفل "منير" وكيف تغير وضع مدرسته "أبو القاسم" في مديرية حيس - الحديدة بعد أن تدخلت منظمة #صناع_النهضة وذلك ضمن مشروع | الوصول للتعليم للأطفال النازحين والمجتمع المضيف بتمويل من #ECW وبالشراكة  مع #NRC 

اقرأ المزيد