يفضل معظم الناس البقاء على معتقداتهم وسلوكياتهم القديمة حتى لو كانت تسبب لهم الأذى. ومع ذلك، فإن تغيير المعتقدات والسلوكيات هو حجر الزاوية في أي مشروع إنمائي، وعليه يجب أن يكون الإنسان محور أي مشروع انمائي. وذلك لأن المجتمع هو أساس أي تغيير، فإذا تمكنا من تمكين المجتمع من خلال رفع مستوى الوعي بحيث يقود التغيير، فإن التغيير سيكون كبيرًا ومستدامًا. وإحدى العقبات التي تواجه المنظمات الإنسانية غير الحكومية في المناطق الريفية عند إجراء مشاريع نقل المياه هو حقيقة أن المجتمع اعتاد استخدام خزانات معدنية صدئة قديمة لنقل ولتوزيع المياه، الأمر الذي يعد آلية غير صحية. ولذلك قررت منظمة صُناع النهضة القيام بشيء حيال ذلك.
قامت منظمة صُناع النهضة كجزء من دعم المياه والاصحاح البيئي الطارئ للنازحين داخلياً والمجتمعات المحلية الأكثر ضعفاً في مديرية طور الباحة بمحافظة لحج وبتمويل من اليونيسف بدعم المجتمع من خلال إطلاق مشروع نقل المياه بالشاحنات وعمل حملات لتعزيز النظافة. وشرعت منظمة صُناع النهضة في إطلاق حملة التوعية واستهدفت أولاً سائقي شاحنات نقل المياه عن طريق تعريفهم بأخطار الخزانات المعدنية الصدئة وكيف يمكن استبدالها بأخرى بلاستيكية مصنوعة من البولي إيثيلين. ونتيجة لذلك استجاب جميع سائقي الشاحنات المشاركين في المشروع للرسالة وغيروا خزاناتهم، الأمر الذي يعد إنجازا كبيرا. التقى فريق صُناع النهضة مع مروان نعمان شاف، سائق أحد شاحنات المياه من مديرية طور الباحة والذي يشارك في المشروع. قال مروان، "لطالما عملت في مثل هذه المشاريع باستخدام الخزان المعدني القديم لتوزيع المياه غير مدرك للعواقب السلبية لاستخدام هذه الخزانات. ولكن قام فريق صُناع النهضة بالجلوس مع فريق سائقي الشاحنات وأوضح أنه من الأفضل تغيير الخزانات الصدئة القديمة وإقناعنا أنه من الأفضل تغيير الخزانات وأن ذلك سيكون ذلك في صالح الجميع ".
أطلقت منظمة صُناع النهضة مشروعاً لنقل المياه بالشاحنات في مديرية طور الباحة بمحافظة لحج والذي يستفيد منه حوالي 6000 شخص.